" أتفقنا على أن لانتفق " شعار رفعه الصفوة من مقدمى البرامج الرياضية على الفضائيات المصرية الخاصة ووصل الوضع إلى مايشبه " الحرب العلنية " أمام ملايين المشاهدين المصريين الذى ضربوا كفاً بكفاً على المهزلة التى تحدث أمامهم و " الفضيحة " التى تسبب فيها " الأخوة الأعداء " للإعلام المصري على مرأى ومسمع من جميع الأخوة العرب .
فضحتونا
وفى الحقيقة لم أكن أتخيل فى يوماً من الأيام أن مثل هذه الأمور الصبيانية ستأتى من هؤلاء .. كبار القوم .. المثقفين .. أصحاب الخبرات .. اللاعبين الدوليين أصحاب الإنجازات والتاريخ .. المسئولين البارزين .. الإعلاميين الناجحين .. الأطباء والصحفيين.. اللواءات والمفكرين أصحاب الكرفتات الشيك .
فرق تسد
" فرق تسد " المصطلح الإقتصادى السياسى العسكرى والذى يعنى تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها كذلك يتطرق المصطلح للقوى المتفرقة التي لم يسبق أن اتحدت والتي يراد منعها من الاتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها.
هذا المصطلح الذى سبق أن طبقه القائد الفرنسى الشهر نابليون بونابرت فى مصر وتبعه الإنجليز بعدما لاقوا مقاومة شعبية هائلة فشلوا فى التعامل معها فلجئوا لهذه الحيلة التى ينفذها أحفادهم الأن وبنجاح منقطع النظير فى فلسطين بين فتح وحماس وفى العراق بين السنة والشيعة والتى يحاولون على فترات إشعالها فى مصر بين المسلمين والأقباط .
وللأسف فإن كبار القوم فى مصر المصريين طبقوا هذه الحيلة الإستعمارية القديمة بقصد أو دون قصد وأضافوا لهذا المصطلح " فرق تسد " تعريف أخر وهو : مصطلح عسكرى سياسى إقتصادى فى الماضى الأن أصبح رياضى هدفه تشتيت الجمهور المصرى وإبعاد المنتخب عن تركيزه من أجل إثبات الذات والتفوق والسيطرة والسطوة والقدرة للجماهير والمشاهدين ... إنه التعريف الجديد لمصطلح " فرق تسد " على الطريقة المصرية والذى بات شعاراً للمنافسة بين مقدمى البرامج .
حرب أهلية
الكل الأن أصبح يسخر برامجه للرد على الزميل المصرى الأخر .. منهم من يتهم زميله بالخيانة .. والأخر يرد أن زميله " هبلة ومسكوها طبلة " .. والثالث يهين زميل على الهواء .. والرابع يرد الإهانة بوصلة ردح تقترب من نصف ساعة .. وتبدأ حرب تكسير العظام .. مبادرات أحادية الجانب تبحث عن جائزة نوبل فى السلام .. وبث لقطات لمجموعة من " المتخلفين " يقوموا بإحراق فانلة المنتخب المصرى والمطالبة برأس العميل الذى ذهب للتعامل معهم .. نداءات بإعلان حالة الطوارىء وإعلان التعبئة العامة .. وفى النهاية تقارير مفبركة توهم المشاهدين بأن من صنعها يمثل نبض الشارع المصرى .
وأقول بكل صدق أن ما يحدث الأن على الفضائيات أشبه بالحرب الأهلية ، فالحرب الأهلية التى تعريفها : " الحرب الداخلية في بلد ما التي يكون أطرافها جماعات مختلفة من السكان ، كل فرد فيها يرى في عدوه و في من يريد أن يبقى على الحياد خائنا لا يمكن التعايش معه و لا العمل معه في نفس التقسيم الترابي " هى أقرب مايكون لوصف مايحدث الأن على الفضائيات مع فارق أن الحروب الأهلية هى حرب مسلحة أما الحروب الفضائية هى حرب تدمر عقول المشاهدين .
اللى مايشترى يتفرج
هكذا تعامل الكبار مع القضية وهكذا كانت برامجهم خير داعم للمنتخب المصرى .. وهكذا كانت المنابر الإعلامية تنير الطريق أمام الجمهور المصرى " الغلبان " الذى بات يتابع برامجهم من أجل " الفرجة " عليهم وليس مشاهدة مايقدموه من مادة إعلامية .
نداء إلى وزير الإعلام
وبعد هذه التجاوزات أناشد السيد وزير الإعلام المصرى بالتدخل لإيقاف هذه المهازل التى تحدث على الفضائيات المصرية خاصة ونحن نقترب من مباراة هامة وحاسمة هى بمثابة مهمة وطنية تحتاج لتضافر جميع الجهود وتوحيد الصفوف بدلاً من " المهازل " والفتنة التى يزرعها أصحاب النفوس المريضة .
وفى النهاية وبعد الفضيحة التى لصقها الكبار بنا وجعلونا مثاراً للسخرية من الأشقاء فى الجزائر أتمنى أن يلتزم " الإخوة الأعداء " كبار الإعلامين خلال الأيام القادمة بعدم الحديث عن الأخر والتفرغ لمساندة المنتخب ولو مؤقتاً حتى تنتهى مباراة الجزائر .