كنت هناك ! ..... جمهور ولا اروع ، كم أفخر كونى مصرى !
استاد القاهرة ممتلئ بأكثر من 100 ألف متفرج ، وملايين أخرى خارجه .. كلها اجتمعت فى حب مصر
دعاء ، زئير ، بكاء ، فرح ، تمتمة قرآنية ، حماس ... خليط عجيب لن تجده أبدا الا هنا .. فى مصر
فرحة النصر لن تنسينا المهمة الاخيرة الحاسمة – الصعبة – غدا باذن الله ..
وأبدا لن نتخلى عن هتافنا الواحد .. السبب فى أى فوز وأى نصر .. هتافنا فى السراء والضراء .. تضرعنا الى الخالق سبحانه وتعالى ..
تعالوا كلنا نواصل الهتاف .... ( يـــــا رب ) !
الكرة اليوم (38) ... يــــا رب
استاد القاهرة
يوم تاريخى لن ينسى ابدا .. ولن أنساه ما حييت ، فقد كنت هناك ، لمؤازرة منتخب بلادى .. ولن انسى وقت أذان المغرب ثم أذان العشاء ، والكل صامت يتمتم مرددا الآذان ، ثم الدعاء فى السر ، وفجأة يجتمع الكل على صوت واحد لقراءة الفاتحة ثم الدعاء بالنصر لمصر .. والهتاف الجماعى الرهيب ( يا رب ، يا رب ) وكل منا يرفع كفه نحو السماء مناجيا ربه ليمنح السعادة الى هذا الشعب الطيب المهذب الذى أبدا لا يقابل الاساءة بمثلها !
أتعجب كثيرا من التهكم والتهجم على التضرع الى الله فى كرة القدم ، وأتفهم جيدا أننا نوجه الدعاء الى الأحداث الأهم مع الأخذ بالأسباب والسعى – كما أمرنا رب العالمين – ولكن .. ما المشكلة فى أن ندعو الله ان يوفقنا فى مباراة كرة قدم ، فهل هذا حرام أو مكروه ؟!
نحن ندعو الله فى كل شئ – طالما كان فى طاعة الله - ... ندعو الله ان ينصرنا على الأعداء فى الحروب ، نتضرع الى الله ليرحمنا من غضبه وسخطه ، نناجى ربنا ليسعدنا فى الدنيا والآخرة ويخلصنا من كل الأخطاء التى نرتكبها فى حياتنا ، نصلى لله قبل بدء أى عمل ، فما المشكلة اذن أن ندعو الله أن يفرحنا بانتصار لبلدنا طالما لا يحمل اساءة أو شبهة حرام !
ولم أخجل – ولن أفعل – عندما لمحت ساعة استاد القاهرة تشير الى الدقيقة 41 من الشوط الثانى ، والنتيجة كما هى ( 1 / 0 ) .. وقتها ، نظرت الى السماء وناجيت ربى بأنك تقدر يا الله وما تشاء تفعل ، والحمد لله كثيرا على كل شئ ، فاذا كان لنا نصيب وخير أن نفوز فى اللحظات القادمة ، فاسعدنا يا رب العالمين ولا تعيد كل هؤلاء الطيبين حزانى الى منازلهم ، واذا قدرت غير ذلك .. فلك المشيئة أولا وأخيرا والحمد لله .... وأكرمنا الله من فضله بهدف وكأنه الحلم .. فأبدا لا نتوقف عن الدعاء والتوكل على الله فى كل شئ ... و ، يـــــا رب اسعدنا أكثر وأكثر فى كل مناحى حياتنا !
الجزائر
ما الذى يحدث فى بلد عربى ، نعم عربى ، ؟ .... هجوم غير مبرر نتيجة مباراة كرة قدم ! هل هذا معقول ! .. نعم يجب ان ننتمى كل منا الى بلاده ، ولكن بلا تجاوز لأخلاق وأديان وعقل .. لا يمكن أن أتصور حدوث كل هذا هناك فى بلد ظلت تجاهد من أجل استقلالها سنوات وسنوات ، أى أن جيناتهم تحمل نفس ما نحمله فى جيناتنا ابان الاحتلال البريطانى ! .. فكم ساندناهم وساندونا ، وهو حقهم علينا وحقنا عليهم .. فماذا أنتم فاعلون ؟!
عندما تخرج جريدة - جعلنا منها مشهورة بينما لم يكن يسمع أحد عنها قبلا – بادعاء كاذب ومحرض بأن هناك قتلى جزائريين فى القاهرة نتيجة اعتداء مصرى ، وأسمتهم "شهداء" !! ... فهذا أمر أسوأ مما يمكن ان يتخيله أحد ، وهل يريدونها حربا ام ماذا ؟! .. ليس هذا من الاسلام فى شئ ولا من اى دين ولا أخلاق ولا حتى عروبة ، تعلمناها اطفالا والآن يغتالونها ! .. ونحن أبدا لن ننساق خلف هذه الاخطاء الحمقاء
أهيب بكبار المسئولين التدخل ، لأن الأمر أصبح سخيفا للغاية ، واذا ظن البعض ان النار ستنطفئ بعد غد فانهم على خطأ ، فقد تخمد النيران قليلا الا أنها ستبقى تحت الرماد حتى مقابلة أخرى قد تكون أقرب مما يتصوره البعض ، فما المانع من أن نرى "مصر والجزائر" فى مجموعة واحدة بكأس أمم افريقيا فى أنجولا بعد شهر ونصف تقريبا ! ... ووقتها ، أرتجف فقط من مجرد التفكير فيما قد يحدث !
بل أنى أتمنى – وربما أنا خيالى بعض الشئ – أن يصدر الاتحاد الدولى والاتحاد الافريقى قرار غير معلن بمنع وقوع أى من الفريقين لاحقا فى أى تصفيات ، وهو بالتأكيد خيال لا يمكن حدوثه ، وحتى ولو حدث ، فهل هو حل ؟! .. لا ، بل الحل هو العودة الى الله ، والتحلى بروح ايمانية تشجب وتنأى بنفسها عن السخافات والتفاهات التى تحدث بسبب مباراة رياضية فى المقام الأول ... وأدعو الله أن ( يــــــا رب ، أنت الهادى لعبادك من المصريين والجزائريين ) ..فادعوا معى !
مصر والجزائر .. والسودان
نجح منتخب مصر فى المرور من عنق الزجاجة التى ظلت محجمة لنا منذ بداية التصفيات وحتى لحظة احراز "متعب" الهدف الثانى فى المباراة السابقة أمام منتخب الجزائر ، لتتساوى الكفتان ، ونتفوق نفسيا – الى حد ما – فالأمر ليس بالسهولة المتوقعة ، والمباراة القادمة أصعب من سابقتها بكثير .. فكلا الفريقين ليس لديه ما يخسره ، وسيبذل كل منهما الغالى والنفيس – كرويا – من أجل قطع التذكرة نحو "جنوب افريقيا 2010" ..
وهو حق كل منهما ، وليس حكرا على أحد ، وما يبعث الطمأنينة الى حد ما – بعيدا عن التصريحات العشوائية من قلة من اللاعبين – هو ما شاهدناه فى أرض الملعب يوم 14/11 ، حيث لم نشهد احتكاكا اعتدنا عليه فى الأزمان الغابرة ، ووجدنا "الحضرى" يتعامل برفق مع "صيفى" ، وشاهدنا "زيانى" يساعد "حمص" فى النهوض من على الأرض .. وهذا يعنى أن اللاعبين يدركون جيدا الرسالة التى يحملونها من خلال كرة القدم ، واذا كان منتخبنا هو منتخب الساجدين بحق – والحمد لله – فان لاعبى الجزائر لا يقلون ايمانا وتكرر سجودهم فى مختلف المباريات ... واتمنى ان يظل الهدوء فى الملعب مستمرا فى المباراة الفاصلة غدا باذن الله بعيدا عن الغوغائية التى أصابت بعض اعلام وجماهير الدولتين العربيتين الشقيقتين ..
وكم هو رائع ان تكون النهاية هناك ، فى أرض وادى النيل ، عند الحبيبة ( السودان ) ، والتى تعاملت شخصيا مع بعض الأصدقاء لفترة ليست بالقصيرة هنا فى القاهرة ، وأقسم لكم انى لم أجد طيبة ونقاء وحب فطرى واحترام شديد مثلما وجدت فى هذا الشعب الطيب ، الذى أبدا لا يمكنك فصله عن أخوته فى مصر مهما حدث ... وأحسن الاخوة فى السودان استقبال منتخبنا ، كما تعاملوا أيا بمنتهى الرقى مع منتخب الجزائر .. وان كنا نتمنى ان يشجعنا الأشقاء فى السودان ، فهو حقنا ولا معنى هذا أننا نقلل من منتخب الجزائر .. ولكنها فى النهاية كرة قدم ، نشجع فريقنا حتى النهاية ونتمنى ان يشجعه معنا الأحباء فى السودان كما فعلوا هنا فى القاهرة وظهرت اعلام دول عربية عدة مع جمهورنا الجميل ... ولن نتوقف ابدا عن الدعاء لله سبحانه وتعالى بان يوفقنا فى تلك المباراة ويضاعف فرحتنا أكثر وأكثر غدا ليلا لنحتفل حتى الصباح باذنه تعالى ... و يــــــا رب اسعدنا غدا مرة اخرى
مصـــــــــــــــــــــر
رائع الكابتن محمود بكر ، وأكثر من رائع كل اعلامى ، طالب باستغلال تلك الروح الوطنية الرائعة التى تجلت فى الفترة الأخيرة خلف منتخبنا المصرى ، وأرجو ألا تمر علينا مرور الكرام ، نحتفل لفترة ثم تعود الامور كما كانت ... ادعوكم الى استغلال كل هذا فى تحسين مستوى معيشة المصريين ، ادعوكم الى منح الشعب فرصة للتحرك والتحرر من الكسل والاحباط .. والعمل بقوة فى مختلف المجالات لرفعة هذا الوطن ووضعه فى مكانه الذى يستحقه .. لا تتعاملوا مع الامر على أنه فقط مباراة كرة وبعدها ينتهى الأمر .. لا ، بل علينا تحويلها الى نقلة حضارية جديدة نحرك بها مصانعنا المتوقفة ، نزيد بها من أوقات عملنا الحقيقى ، نشعل بها حماسة الطبيب والمهندس والمعلم وغيرهم .. لنخرج من دائرة الترنح التى طالت كل شئ وزادت عن حدها كثيرا ، وآن الأوان أن يثبت المصرى أنه صاحب حضارة بحق وليس على سبيل التغنى بماض سحيق قد يندثر من جراء التراجع للخلف ....
وكما رأيت اطفالا – فى المرحلة الاعدادية تقريبا – يتغنون أثناء عودتهم من مدارسهم بــ ( يا حبيبتى يا مصر ) ، أدعو الله أن نطبق كلمات الاغنية على كل عمل لنا فى هذا البلد الجميل الحبيب .... يـــــ
