فى الملف الذى نشرناه الأسبوع الماضى حول المفكر المصرى «موسى بن ميمون»، الذى انتهت هيئة الآثار مؤخرا من ترميم معبده، لكنها ألغت الاحتفال بالمعبد بسبب الطريقة الاستفزازية، التى احتفلت بها الجالية اليهودية وسفير إسرائيل به، تتبعنا عبر أكثر من قراءة سيرة الرجل الذى أصبح مثار جدل بعد مضى قرون على وفاته، خاصة بعدما ذيع مؤخرا بالصحف ووسائل الإعلام، حول رغبة إسرائيل مع الطائفة اليهودية بمصر فى تحويل المعبد إلى مزار سياحى دينى لليهود القادمين من إسرائيل، وجميع أرجاء العالم، على غرار ضريح «أبوحصيرة» بدمنهور، على أن تتولى إسرائيل بنفسها الإشراف على تنظيم الرحلات إليه.
الحديث عن «بن ميمون» بوصفه الأسطورة الصهيونية الأحدث، التى تحاول إسرائيل طرحها، استباقا للعمل على منحها ثوب الحقيقة، قادنا إلى الحديث عن الأساطير الصهيونية الأكبر والأقدم، كأسطورة أرض الميعاد، والشعب المختار، والمحرقة النازية، وغيرها من الأساطير التى ملأت بها الجماعة الصهيونية آذان العالم منذ القرن الـ19، وكان من نتائجها المذابح، وعمليات الاستيطان، والتطهير العرقى، وغيرها من الإجراءات العدوانية التى تتخذها إسرائيل يوميا ضد من بقى من الشعب الفلسطينى الأعزل، كما كان الحصار والاعتداءات التى وقعت مؤخرا بالمسجد الأقصى فى إطار الاستعدادات الصهيونية لافتتاح ما يسمى بمعبد أو «كنيس الخراب» فى القدس، محرضا أكبر لنا على الاستمرار فى فتح ملف الأساطير الصهيونية، لأن هذا الكنيس، الذى يعتبر اليهود إعادة بنائه ــ وفق تصوراتهم ــ مؤشرا على قرب بناء معبد جبل الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، ماهو إلا أحد أساطير التوراة، التى تدحضها الحفريات الأثرية، التى قام بها علماء آثار غربيون وإسرائيليون أيضا.
في هذا الملف نعرض لوجهتي نظر عربية وإسرائيلية حول وجهة نظر التاريخ في الأساطير الصهيونية.