وا إسلاماه..
أصرخ بها دون صوت ودونما أمل في الاستجابة والغوث فتتمزق نياط قلبي..
وا إسلاماه..
أينما توجهت رأيت مسلمين يذبحون وإسلاما يعتدى عليه وبلادا تتفكك وأمة تتآكل..
كي يرضى العالم القاسي المجرم المتوحش عنا لا بد أن نترك ملتنا ونتبع ملته وأن نوالي عدونا ونبرأ من أخينا وأن يكون عدونا الاستراتيجي هو حليفنا الاستراتيجي..
يرمونا بدائهم وينسلوا..
فوا إسلاماه..
عندما يكون المسلمون أقلية فهم لا قيمة لهم ولا صوت حتى لو كان عددهم ثلث السكان وحتى في أوطانهم عندما يكونون أغلبية فإن الأقلية تحاول السيطرة عليهم وابتزازهم والاستقواء بالغرب عليهم ..
فوا إسلاماه..
أقولها دونما صوت.. أو أن صوتي يصم البرية .. لكن البرية بآذانها صمم..
أقولها بين الواقع والخيال.. وبين الحلم والكابوس
وا إسلاماه..
أقولها مذهولا وأنا أتأمل المسلمين كالمصعوق متسائلا: هل ماتت قلوبكم؟.. إلى هذا الحد هان عليكم دينكم؟ هل يئستم من الخلد في الجنة؟ أم أنكم لم تؤمنوا بها أبدا؟!..
وا إسلاماه..
أكاد أسير في الشوارع كالمجنون إن كنتم أنتم عاقلين.. أو كالعاقل إن كنتم فقدتم عقولكم ..أسير.. أحمل درة أهوي بها على الناس صارخا أفيقوا.. أنهم يذبحون الإسلام بعد أن ذبحوا المسلمين..
أصرخ في كل كاتب: إن لم تكن هذه قضيتك الأولى فالنار في الآخرة أولى بك.. أما هنا.. في الدنيا.. فسلال القمامة أولى بك..
أصرخ في كل قارئ..
أصرخ حتى فيمن لا يقرءون..
أصرخ في كل من ركع لله ركعة أو صام يوما أو نطق بالشهادتين:
وا إسلاماه..
أقولها معذبا ممزقا نازفا لكنني لا أفقد الأمل في النصر الموعود أبدا..
ما أشك فيه هو أننا الجيل الذي يستحق النصر..
***
وا إسلاماه..
تصرخ بها كل نبضة من نبضات قلبي.. كل شهقة وكل زفرة.. مع كل صحيفة أو مجلة.. كل مشهد.. كل خبر أطالعه..أو تعليق أسمعه.. أو واقع في الشارع أراه..
وا إسلاماه..
أقولها وأنا أرى الدين يستباح.. والحرمات تنتهك.. والأمة تمزق.. وولاة الأمر يخونون.. والنخبة المجرمة المنحطة تنافق..
أقولها وأنا أنظر في عيون الأبناء والأحفاد فأرى فيها حيرة من غسلوا مخه فأضلوه السبيل..
أقولها وأنا أنظر في عيون من حولي فأكاد أسمع صراخهم في يوم سيكون عليهم عَسِيراً ..
وَيَوْمَ تعض النخبة الظالمة من حكام وأبناء حكام وكتاب وأشباه كتاب وضباط أمن الدولة عَلَى أيديها يَقُولُ الواحد منهم يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ..
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ الرئيس خَلِيلاً ..
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ ابن الرئيس خَلِيلاً ..
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ نتن ياهو خَلِيلاً ..
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ أوباما خَلِيلاً ..
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ شنودة خَلِيلاً ..
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ رجل الأمن خَلِيلاً ..
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ رئيس التحرير خَلِيلاً ..
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ المسئول الكبير خَلِيلاً ..
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ الطاغوت خَلِيلاً ..
يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ المجرم خَلِيلاً ..
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ..
يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا.. يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا..
***
يدوخني الألم فأقولها..
يذهلني الألم فأقولها..
يدميني الألم فأقولها..
ويدوخني ويذهلني ويدميني أنني أقولها فلا تستجيبون ولا تتحركون..
أسمع صمت صوتكم وصوت صمتكم:
اذهب أنت وربك فقاتلا.. إنا خائفون..
اذهب أنت وربك فقاتلا.. إنا جبناء منافقون..
اذهب أنت وربك فقاتلا.. إنا لصوص سارقون..
اذهب أنت وربك فقاتلا.. إنا سفلة منحطون..
اذهب أنت وربك فقاتلا.. إنا في الأسواق والمعيشة مشغولون..
اذهب أنت وربك فقاتلا.. إنا للمسلسلات والفوازير مشاهدون..
وا إسلاماه..
أقولها فتختلط الأمور فلا أكاد أعلم هل ما أراه ورأيته وما أحسسته وأحسه كان حلما أم كابوسا أم خيالا أم حلم يقظة أم واقعا مريرا موازيا.. تتراءى لي قصص كافكا المروعة فإذا الناس كالمسوخ أما الحكام فحيوانات مرعبة مفترسة مصاصة للدماء وتتراءى لي مزرعة حيوانات جورج أورويل حيث تحكم البقرة ويكون الخنزير رجل دين والحمار فيلسوفا والذئب رمزا للوفاء والحية الرقطاء رمزا للأمان وتكون الأسود خدما للكلاب والبغل الغبي الذي يحشر نفسه في الإبريق رمزا للحكمة.. أما الحمائم فهي تُذبحُ أو تؤسر..
تختلط الأمور..
ذلك أن الحلم يتجسد فكأنه هو الواقع ..أما الواقع فهو أغرب من الخيال ..
فكيف أفرّق وكيف أميّز وكيف أستبين؟!..
أستغيث فلا يسمعني أحد..
وأستنجد فلا يدركني أحد..
يتكرر المشهد..
أراه في المنام كما أراه في اليقظة:
أراني في صحراء واسعة شاسعة مترامية هائلة وثمة خطر هائل محدق لكنني لا أصرخ ولا أستغيث لأنني أعلم أن لا يوجد أحد يستطيع إنقاذي إلا هو.. هو الباقي.. وأنه يسمع صمتي كما يسمع صوتي فلذلك أفقد الرغبة في الصراخ رغم الكارثة المحدقة..
ذلك: هل هو حلم أم كابوس أم خيال أم حلم يقظة أم واقع مرير موازٍ..؟
هل هي آثار بقايا الألم الطاحن المتخلفة عن زلزال 1992 حيث الناس معزولون تحت الأنقاض يجأرون بالصراخ فلا يُصاخ لهم سمع.. وكنت مع كل واحد منهم.. كأنني هو.. وكأنني تحت أنقاض وطن تقوض وأمة حكم عليها أن تتحلل تحت الرماد..
هل هي الذكرى الدامية لضحايا الدويقة التي ضاقت بلادهم عن أن توفر لهم قبرا فتركوهم تحت الصخور الهائلة.. فكأنني منهم.. وكأن معجزة هائلة جعلتني حيا وميتا تحت الأنقاض في نفس الوقت..
هل هو استباق لما سيحدث يوم القيامة حين يستغيث من عصوا الله فلا يغاثون..
أم أنها اختلطت بذلك الموقف الذي مزق قلبي –منذ ما يقرب من ربع قرن- وأنا أحاول خداع أبي والكذب عليه- عليه رحمة الله الواسعة.. فلشدما أحببته- .. كان قد أصيب بنزيف خطير في المخ.. كان عاجزا عن النطق.. ورحت في ألم محموم وحنان مكلوم أؤكد له-كاذبا- أنه بخير وأنه سرعان ما يشفى وينهض.. وإن أنس لا أنس –أبدا- حركة يده وهو يشيح بها مؤكدا أنه لا يصدقني.. من المؤكد أنه حاول آلاف المرات أن يكلمني.. أن يستنجد بي.. أن يستغيث.. فلم يخرج صوته.. أطبق عليه اليأس مني.. ولم يعد له من أمل إلا في الله الذي يسمعه دون أن يتكلم.. فتكلم بيده حين أشاح بها.. وبدا كما لو أن كل إصبع من أصابع يده الحبيبة لسانا يعزيني فيه.. ولو كان كل إصبع من أصابعه خنجرا ينغرس في قلبي لما كان الألم أكثر.
هل كنت أستغيث مثله؟..
هل يئست ممن حولي..
أم أنني أستنكف أن ينجدوني بينما كان عليهم أن يصرخوا مثلي:
وا إسلاماه..
أقولها دونما صدى..
أقولها وليس ثمة أمل إلا أن يكشف الله البلاء عنا..
ولكنني-حتى – لا أعلم إن كان الإذن الإلهي برفع الضر قد حان أوانه
***
وا إسلاماه..
أقولها فأشعر أن من يجب أن يسمعها لا يسمعها أبدا.. لأنه انضم إلى معسكر الأعداء..
أقولها مع اجتياح أعدائنا لنا.. ومع استسلام حكامنا.. والأعجب منه استسلام شعوبنا..
أقولها مع حصار الخارج بالصهاينة والصليبيين ومع حصار الداخل بتحالف المفسدين والنخبة والحكومة والنصارى ضد الأمة والدولة والدين والتاريخ والجغرافيا.
أقولها وقد استنسر البغاث علينا..
أقولها وقد باض الحمام على الوتد وبال الحمار على الأسد..
أقولها ومبارك يذلنا وشنودة ينكل بنا..
أقولها والنصارى الأقل من خمسة بالمائة يستحوذون على 60 بالمائة من الثروة ثم يملئون الدنيا صراخا ونواحا وعويلا لأنهم مظلومون.. بينما لا يوجد مسلم في مصر إلا وهو يتمنى أن يحظى بمعاملة كالتي تتعامل بها الدولة والأجهزة مع النصارى..
أقولها مع الشهيدة وفاء قسطنطين..
أقولها مع كاميليا شحاته..
أقولها مع التنكيل بالإسلام والإشادة بالكفر
أقولها مع أنيس الدغيدي.. ذلك المجرم الذي لا ينبغي أبدا أن نتركه يفلت بجريمته إلا في ظل حكومة مزرعة الحيوانات..
نعم..
مزرعة حيوانات تسود فيها الكلاب المسعورة والخنازير المأجورة..
مزرعة حيوانات بلا دين ولا صدق ولا رحمة ولا عدل ..
مزرعة حيوانات يُكرّمُ فيها المجرم ويدان البريء..
مزرعة حيوانات لا يدري مقتول فيها من قاتله ولما قتله: ورؤوس الناس على جثث الحيوانات.. ورؤوس الحيوانات على جثث الناس.. فأطيعوا صلاح عبد الصبور وتحسسوا رؤوسكم يا أعداء الإسلام.
وتحسس رأسك أيها الكلب الذي تحدث عن الليالي الحمراء للنبي مع النساء..
وتحسس رأسك أيها الخنزير الذي أشاد به أو تركه يفلت.
وتحسس رأسك أيها المجرم الذي نشر له..
وتحسس رأسك يا جوالا مملوءا بالذهب المسروق ينفق منه على كتاب الشوارع-كأطفال الشوارع- كي يصدوا عن سبيل الله..
وا إسلاماه..
أقولها مع سفينة مليئة بالمتفجرات المهربة من إسرائيل والمملوكة لابن مطران بور سعيد فإذا بالكل يعتم على الخبر وإذا بابن المطران أكبر من مصر كلها وأقوى من مصر كلها وأهم من مصر كلها.
سفينة مثلها ينسبونها زورا للمسلمين كفيلة بذبح آلاف المسلمين..
حادثة موهومة مثلها لا يسندها سوى حديث مرسل روجه عملاء الأمن عن شحنة سلاح موهوم للإخوان تأتي من السعودية عن طريق السودان عام 1964.. ولم يثبت الحديث ولم تأت الشحنة لكن كلاب السلطان يروعون الإخوان المسلمين من أجلها حتى الآن.. شنقوا العشرات وعلى رأسهم سيد شهداء زماننا سيد قطب.. لعن الله قاتله وكل من أيد قتله أو سمح به أو برره.. شنقوه وأصحابه وقتلوا المئات وسجنوا الآلاف واعتقلوا عشرات الآلاف من أجل شحنة موهومة لم تصل واعترف بها مدعيها تحت تعذيب حيواني مجرم.. بل تعذيب كافر.. أما شحنة ابن المطران التي وصلت بالفعل فلم ينبح كلب ولم نلحظ همهمة اعتراض ولا إشارة تنديد ولم نسمع شحيج بغل ولا نهيق حمار ولا فحيح حية ولا نقيق ضفدع ولا خوار بقرة ولا نبيب تيس ولا قباع خنزير. ولم نسمع أيضا صوت هزيم مدرعات الأمن المركزي تتحرك ولا قعقعة الأسلحة وهي تحاصر ولا أزيز الرصاص يحصد.. لم تقتحم الكنائس وتمزق الأناجيل كما اقتحمت المساجد ومزقت المصاحف.. ولا لاحظنا عزيف مباحث أمن الدولة وهي تتدخل..
لم نسمع أيا من ذلك.. ولا سمعنا ثغاء وغثاء الذين يكتبون في الصحف القومية.. ولا طنين الذباب والبعوض والطنبور الذين يكتبون في صحف ساويرس.
لم نسمع أيا من ذلك لكننا سمعنا الشيخ حافظ سلامة يصرخ ..
البطل العظيم الشيخ حافظ سلامة ، قائد المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر، وهو القائد الذي انبثق من المسجد رافعا شعار لا إله إلا الله رافضا الاستسلام بعد أن استسلم محافظ السويس فكان صموده هو سبب إنقاذ السويس من الاحتلال والجيش الثالث من التدمير .. وقبل هذا وذاك أنقذ كرامتنا من العار. وللبطل الشيخ خبرة عميقة بالحرب والسلام. ولقد صرخ ينبه إلى ضرورة إخضاع الأديرة والكنائس المختلفة للتفتيش الأمني لضمان عدم استخدامها من قبل متطرفين دينيين للإضرار بأمن مصر وسلامها ، وذلك في أعقاب ضبط سفينة مملوكة لنجل وكيل مطرانية بورسعيد وهي محملة بكميات كبيرة من المتفجرات تم تهريبها من إسرائيل ، وقال سلامة في بيانه الذي أصدره تحت عنوان : "فتشوا الكنائس والأديرة قبل أن يستفحل الأمر" : إن الأخبار حملت لنا خبر السفينة التي تم ضبطها في ميناء بورسعيد وبها مئات الأطنان من المتفجرات والأسلحة قادمة من إسرائيل والتي يملكها جوزيف بطرس نجل وكيل مطرانية بورسعيد ، والسؤال هو : ما هي عدد المرات السابقة لمثل هذه الحمولات من أسلحة ومتفجرات وأفلتت من الرقابة والضبط ؟!! وإلى أين كانت تخزن الحمولات السابقة؟!! ، إن هذا الحادث مبرر كاف لتفتيش هذه الكنائس والأديرة للبحث عن الحمولات السابقة لهذه الحمولة .
وأكد الشيخ حافظ سلامة أن الواقعة شديدة الخطورة واتهم الولايات المتحدة وإسرائيل وجهات دولية مشبوهة بدعم قوى متطرفة في مصر من أجل إحداث اضطرابات أمنية والعبث باستقرار البلاد .
ولم يستجب للشيخ القائد البطل أحد..
صمت الكل ذلك الصمت الخائن المجرم الخسيس الجبان.. مع أن سلاحا يضبط مع الأقباط يهدد وجود الدولة والأمة.. أما السلاح الموهوم الذي لم يضبط مع الإسلاميين.. فعلى فرض صحة الواقعة المزعومة المدّعاة فلا يهدد إلا الحاكم.. ووريثه..
وا إسلاماه..
وا إسلاماه..
وا إسلاماه..
أقولها مع كل هذا..
ومع..
ومع..
ومع التوريث..!!
***
لا يهمني التوريث في حد ذاته .. لأن هناك ما هو أخطر منه..
لا يهمني أن يخلف الابن أباه ولا الأب ابنه.
ما يهمني الآن وهو الأخطر وعليه يجري المزاد هو أن يحكمنا: كمال أتاتورك!!
أنا حذيرك ونذيرك يا أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله..
أنا حذيرك ونذيرك..
ثمة حلف رباعي أو خماسي للقضاء عليك.. والشيطان سادسهم..
إن النخبة الحاكمة قد تحالفت مع الكنيسة المصرية مع العلمانيين والشيوعيين مع أمريكا وإسرائيل على إزاحة الإسلام من مصر.. لأنه هو القوة الوحيدة التي تجعل مصر قادرة على الوقوف والمواجهة وتجميع المسلمين مرة أخرى. الإسلام ليس خطرا على صاحب حق أو عادل أو منصف. لكنه خطر على السماسرة والخونة والعملاء واللصوص.. والكفار.
نعم ..
تذكروا دائما:
النخبة الحاكمة ضد الإسلام..
والكنيسة بقيادتها المرتدة عن الوطنية المصرية ضد الإسلام..
والأزهر الذي يسلم المسلمات لمحاكم التفتيش الكنسية ضد الإسلام..
والمفتي الذي يفتي بجواز ذلك ضد الإسلام..
والعلمانيون بأصنافهم ضد الإسلام..
وأمريكا ضد الإسلام..
وإسرائيل ضد الإسلام..
وقد تحالفوا جميعا..
فمصر هي فرصتهم الأخيرة..
ورئيسها القادم بغيتهم الأولى..
لا يهمني الأشخاص والأسماء..
وأيا كان اسم القادم الرمزي-الذي ستسمح به أمريكا ولا تعترض عليه إسرائيل- فإن اسمه الحقيقي هو: كمال أتاتورك..
***
من نسل يهود الدونمة كان كمال أتاتورك..
كانت أمه غانية.. أما أبوه –في شهادة الميلاد– فقد كان ضابطا تركيا انتحر كما يقول المؤلف التركي المجهول لكتاب: "الرجل الصنم".. وكان من أسباب انتحاره معرفته بأن كمال أتاتورك ليس ابنه بل ابن سفاح لجندي صربي..
هذا اليهودي السفّاح ابن السِّفَاح هو الذي قضى على الدولة الإسلامية..
دبر اليهود والغرب مؤامرتهم الكبرى.. ووصلوا إلى بغيتهم في ابنهم كمال أتاتورك.. كان فاسقا عربيدا لا يكف عن السكر.. وكان قاتلا سفاحا.. لكنه غطى على كل ذلك.. وفي إطار عملية الخداع عين فقيهين مالكيين لتعليمه الدين ثم أعدمهما عندما استتب له الأمر..
ويذكر كتاب "الرجل الصنم" وهو من أهم الكتب التي تكشف سر كمال أتاتورك: "…الذي يتمعن في حركة مصطفى كمال يرى العجب في المدى الذي وصل إليه في تقليد الغرب: غيّر الأحرف التركية إلى الأحرف اللاتينية.. غير القيافة إلى القيافة الغربية.. غير حتى الأعياد الدينية، وجعل يوم الأحد هو يوم العطلة الرسمية بدلاً من يوم الجمعة، ومنع الحج.. وأباح تزويج المسلمة لغير مسلم.."
***
المطلوب الآن حاكم بهذه المواصفات..
فلا تستدرجي يا مصر إلى الفخ فتتمزق قواك وتتوزع بين التوريث وعدم التوريث.. وبين هذا أو ذاك.. فالأمر أخطر بكثير.. وما أرى يا أمة إلا أنهم يصوغون لك كمال أتاتورك آخر يقضي على البقية الباقية من مظاهر الإسلام ويلغي المادة الثانية من الدستور.. وليس عندي شك في أنه والأمة تستجمع قواها للمواجهة من الشرق فإن العدو سوف يأتي من الغرب.. وأنهم يتركوننا نحتشد في المكان الخطأ ونضع الشروط الخطأ.. فنتصارع: هل هو الرئيس أم ابنه؟.. هل هو ابنه أم البرادعي؟.. هل هو البرادعي أم حمدين صباحي؟ هل هو حمدين صباحي أم عبد الله الأشعل؟ هل هو أيمن نور؟ هل هو مرشح يدعمه الإخوان؟ هل تتحقق المفاجأة ويكون ساويرس؟ أم أن السيد البدوي قلب الأوضاع جميعا فهو النجم الذي يصنع منذ ثلاثين عاما ليحل أزمة الغرب بين طاغوت جعله مكروها وبين اتجاه إسلامي سيجعله مطرودا؟ ..
لا تستدرجي يا أمة إلى هذه التساؤلات بينما المساومة الحقيقية تتم في الظلام.. مساومة خفية تقرع أجراسها ويصرخ دلالها:
ينعقد المزاد.. أما الجائزة فهي مصر.. نعم.. مصر وليس عرش مصر.. مصر .. لا كعرش يعتلى بل كدين يباع وثروة تنهب وأمة تستعبد..
ينعقد المزاد السري في الغرف المغلقة وأقبية المخابرات..
من منكم سيتخلى عن الإسلام؟..
من منكم سيعتبر إسرائيل حبيبة وحماس عدوة..؟!!
من منكم سيعتبر الإخوان ألعن من اليهود؟
وخطر إيران أكبر من خطر إسرائيل؟
من منكم سيجعل العري مستحبا والحجاب ممنوعا والنقاب حراما..
من منكم سيكون مثل سمير جعجع؟
من منكم سيطالب بسحق حزب الله وضرب إيران وغزو سوريا..
من منكم سيستعديهم على أبنائنا وعلى أبطالنا..
من منكم سيبيع لهم ديننا..
من منكم سيكمل حصار سور الفولاذ حول الإسلام والمسلمين..؟..
من منكم سيبجل شنودة وينكل بمحمد بديع..
من الخنزير الذي سيروج لشيطنة الإسلاميين وتحويل مجرمي التعذيب إلى ملائكة.
***
إنني واثق أنهم الآن في مكان ما يبرمون اتفاقية لوزان أخرى مع الحاكم القادم..
الذي سيوقع هو الرئيس..
وذلك أن جواز المرور لكل حاكم سابق أم لاحق ليس إلا تكرارا للملحق السري الذي وقع عليه كمال أتاتورك ، حيث ينص بروتوكول معاهدة لوزان المعقود بين الحلفاء والدولة التركية عام 1923 على الشروط المعروفة بشروط كروزن الأربعة على ما يلي:
أولا – قطع كل صلة بالإسلام.
ثانيا – إلغاء الخلافة الإسلامية.
ثالثا - إخراج أنصار الإسلام من البلاد.
رابعا – اتخاذ دستور مدني بدلا من دستور تركيا القديم المؤسس على الإسلام.
(أنور الجندي- رجال اختلف فيهم الرأي)..
هذه هي الشروط في مزاد الأوطان والأمم..
فمن يبيع..
من يبيع وطنه بمقعد؟!
من يبيع أمته بمنصب؟!
من يستعيض عن صلته بالله بصلته بالموساد والبيت الأبيض..
من لا يهمه رضا الله ويهمه رضا أمريكا وإسرائيل وشنودة..
من يستبدل الخلد في منصبه بخلده في الجنة.. حتى لو كان الثمن هو الخلد في النار.. التي أشك أنه يؤمن بها..
المزاد ينعقد الآن وكل شيء يباع..
فمن منكم يتعهد : ليس بإلغاء المادة الثانية من الدستور فقط.. بل بإلغاء الإسلام كله..
انتبهي يا مصر..
أفيقي يا أمة..
إن إلغاء المادة الثانية من الدستور ليس سوى مقدمة ومن بعدها يأتي الطوفان..
لقد فعلها أتاتورك عام 1928 فألغي المرجعية الإسلامية من الدستور تماما..
ولم يكتف بذلك.. فقد حارب الإسلام كله..
فانتظروا إذن اكتمال القائمة..
انتظروا تجفيف المنابع..
فهل تعلمون ماذا يعني تجفيف المنابع؟
إنه يعني انتزاع الشتلات من تربتها كي لا تنمو وتصبح أشجارا..
فلتقتلع شتلة كل من يمكن أن ينافس على كرسي الحكم ذات يوم..
ولأنه لا توجد وسيلة لتحديد أي شتلة ستنبت مشروع رئيس فمن الضروري اقتلاع الشتلات جميعا.. تماما كما فعل فرعون حين راح يقتل الأطفال الذكور من بني إسرائيل.
وفي هذا الإطار سيتم اقتلاع شتلة كل عالم يمكن أن يواجه الطاغوت ذات يوم ليواجهه بأنه فاجر..
وسيتم اقتلاع شتلة أي مفكر يمكن أن يقول للص أنت لص وللظالم أنت ظالم وللفاجر أنت فاجر..
انتظروا الجمود القاتل والعقم المميت الذي سيترتب على اقتلاع شتلات الحياة..
انتظروا أن يحدث لنا ما وصفه الكاتبان الفرنسيان (بينغسن ولمرسييه) في كتابهما: (المسلمون في الاتحاد السوفيتي) عن تجربة سياسة «تجفيف المنابع»، التي رسمها المفكر الشيوعي «سلطان غالييف» .. وهو مفكر من نوع جمال البنا ورفعت السعيد والقمني وخليل عبد الكريم ونصر أبو زيد. و أقولها هو –رغم ادعائه الإسلام- هو الذي رسم خطة تجفيف المنابع في الجمهوريات الإسلامية للاتحاد السوفيتي. وتماما كما يفعل جمال البنا فقد بدأ «سلطان غالييف» حياته بالتنظير لإسلام عصري (كما يفعل أصحاب الفكر الإسلامي المستنير اليوم)،
رسم « سلطان غالييف » سياسة النفس الطويل للقضاء على الإسلام، ومن ملامح هذه السياسة وجوب « إبعاد المسلمين عن دينهم بمراحل تدريجية لا تثير صداماً أو مقاومة قد تتخذ شكل حرب وطنية وفوق ذلك كان على الدولة الشيوعية أن تبعد عن نفسها ظن المسلمين وهي تشن حرباً على الإسلام أنها إنما تفعل ذلك استمراراً للحملة التي شنها عليهم المبشرون المسيحيون في القرن التاسع عشر... »، ولم يكن هذا جديدا تماما.. بل لقد كان استمرارا عصريا للحروب الصليبية وأجنحتها الثلاث: التبشير والاستشراف والاستعمار.. وهذا يشمل بطبيعة الحال دور المبشرين بالنصرانية الذين وجدوا في المهن التي يحتاجها المسلمون مثل الطب والهندسة وغيرها، فرصة لمتابعة عملهم التبشيري دون اهتمام كبير من المسلمين. وهو الأمر الذي لاحظه النصارى المصريون منذ زمان طويل لتشتد وتيرته في عهد شنودة.
نصح «سلطان غالييف» بتجفيف منابع الإسلام بشكل غير مباشر: يقول المؤلفان: « ما كادت الحرب الأهلية تنتهي حتى هاجمت الحكومة السوفيتية الإسلام بطريق غير مباشر، وذلك بالقضاء على المؤسسات الإسلامية الثلاث، وهي: أولا: الأوقاف التي كانت تضمن القوة الاقتصادية لعلماء الدين، ثانيا: المحاكم الشرعية التي تمنح الإسلام السيطرة على حياة المسلمين الخاصة، وثالثاً: التعليم الديني الإسلامي، وقد شنت هذه الحملات الثلاث في وقت واحد تقريباً».
هل تلاحظون يا قراء أن هذه هي ذات السياسة التي تطبق علينا؟..
إنهم لا يهدمون البنيان مباشرة بل يخلخلون الأرض من تحته(إنهم مثلا لا يواجهون الإخوان المسلمين مباشرة بل يدفعون عميلا لهم لكتابة مسلسل لتشويه الإخوان كي يزلزلوا الأرض تحت أقدامهم). المهم هو القضاء على مرجعية الإسلام في قلوب الناس. وفصم العلاقة بينه وبين القضاء والقانون والمحاكم والقضاء على الأزهر وهو ما يحدث الآن.. أما القضاء على نظام الأوقاف فقد أنجزه الزعيم(الخالد:أين: لا أدري!) جمال عبد الناصر عندما استولى على أوقاف المسلمين وترك أوقاف النصارى.
انتظروا مزيدا من حصار علماء الدين وحرمانهم من أسباب رزقهم.
انتظروا المزيد من حصار المساجد مادة ومعنى وحرمان العلماء من الخطابة ومنح الرخصة للجاهلين المنفرين.
انتظروا المزيد من تدمير القوى الاقتصادية للمسلمين قبل الإسلاميين( وراجعوا فضائح الأنظمة مع الشريف والسعد والريان حين لم تتردد الدولة في القضاء على مدخرات الملايين خوفا من أن يشكل الإسلاميون قوة اقتصادية..
انتظروا مزيدا من الحرب على العادات الإسلامية وعلى التشريع الإسلامي .
انتظروا "المفكرين الإسلاميين العصريين" يعصرنون الإسلام حتى يقضوا عليه..
انتظروا العلمانية الكاملة الشاملة التي ما زالت مقنعة خلف ستار مزيف يدعي أن العلمانية ليست كفرا..انتظروها وهي تعلن جهارا نهارا عن كفرها.
نعود إلى كتاب (المسلمون في الاتحاد السوفيتي) فمن المذهل أن الكاتبين وهما يرصدان ما حدث هناك إنما يصفان ما يحدث لنا بحذافيره..يقول الكتاب:" ولم يكتف الحزب الشيوعي السوفيتي بالقضاء على المؤسسات الإسلامية الثلاث، ولكنه في الوقت نفسه كما يقول الكتاب قام بحملة دعائية ضخمة ضد علماء الدين، حيث «كانت الدعاية الرسمية تسعى، في بداية الأمر، إلى الحط من أقدار علماء الدين فقط في نطاق عملهم وتتهمهم بالجهل وعدم فهم القرآن وعدم معرفة أحكام الشرع، وبالتالي تتهمهم بأنهم أئمة غير صالحين، ثم تطورت حملة التحقير رويداً رويداً، وصار علماء الدين يتهمون بعد سنة 1926 م بالرشوة والسرقة والإجرام، وأخيراً بسوء السيرة والخلق وبعد سنة1928 م قررت السلطات السوفيتية أن تبدل حملاتها غير المباشرة بحملات مواجهة، لا بل أن تهاجم الإسلام في جوهره وصميمه، متناسية نصائح الحكمة والحذر التي أسداها إليها سنة 1921م (سلطان غالييف) وغيره من الشيوعيين المسلمين..»
ويكمل الكتاب الحديث عن آخر فصول هذه الخطة التي رسمها الحزب الشيوعي للقضاء على الإسلام نهائياً في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق فيقول: «في سنة 1928م بلغت السياسة الحكيمة، التي لجأت إليها الحكومة في مكافحة الدين، هدفها من غير أن تثير أية مقاومة شعبية، وذلك بتبنيها الكفاح الذي كان (المفكرون الإسلاميون المستنيرون) يخوضونه منذ عشرات السنين بغية جعل الإسلام عصرياً، وتطبيقه على العالم الحديث، وبعد أن نجحت هذه السياسة بتجريد الإسلام من قوته الزمنية أصبح بالإمكان البدء بتنفيذ المرحلة الثانية وهي الكفاح في سبيل إقامة مجتمع شيوعي بعيد كل البعد عن الأفكار الدينية، وقد بدأ تطبيق هذه المرحلة بعنف منذ البدء بمشروع السنوات الخمس، وذلك بحملة مجابهة على الإسلام تقرر تنفيذها في الوقت الذي تقررت فيه مجابهة (الجديد)، وتصفية أكثر أعضائه الذين انضموا إلى الحزب الشيوعي وإعدام « سلطان غالييف...».
***
هل تفهم يا جمال البنا؟..
حتى أنت.. حتى أنت.. لو امتد بك العمر أكثر مما امتد سيعدمونك كما أعدم الروس « سلطان غالييف...».
***
انتظروا ذلك كله بعد التوريث مقابل إلغاء المادة الثانية من الدستور..
***
انتظروا منظمات حقوق المرأة "المخترقة والممولة من الخارج"، والتي أقامت الدنيا ولم تقعدها على ختان الإناث في حين تجاهلت ما حدث في البوسنة والهرسك من اغتصاب أكثر من ستين ألف مسلمة على يد الصرب، كما تجاهلت ما حدث للشهيدة وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته.
انتظروا رائدات التحرير العلمانيات صاحبات شعار "نحن بشر".. وهو يتعلق بزوجات الشيوعيين المعتقلين في الستينيات حن رحن يخنّ أزواجهن المعتقلين بحجة أنهن لم يستطعن الوفاء لأزواجهن ولا مقاومة رغباتهن وغرائزهن لأنهن بشر.. بررن الزنا بأنهن بشر.. بل وقد ارتبط بعضهن برباط مدنس مع الضباط الذين اعتقلوا أزواجهن أو كانوا يعذبونهم.. من هاتيك وأربابهن جل رائدات وعضوات التحرير وأصحاب بوتيكات تحرير المرأة الآن.. فعندما اختطفت محاكم التفتيش وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة لم تكونا وحدهما ولا ماريان وكريستين كانتا وحدهما ولا ماريان وتريزا كانتا وحدهما بل تحولت محاكم التفتيش إلى دولة أقوى من الدولة ونكلت بالنساء تنكيلا لم نسمع بمثله منذ اضطهاد الرومان للنصارى الحقيقيين الموحدين الذين تحدث عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في رسالته إلى المقوقس:" فان توليت فإنما عليك إثم الاريسيين".. لم تتحرك رائدة من رائدات التحرير ذوات شعار:"نحن بشر".. ولم نسمع نباح كلبة منهن ولا نهيق حمارة ولا فحيح حية ولا خوار بقرة ولا قباع خنزيرة ولا حتى طنين ذبابة.
ولقد لاحظ الدكتور جلال أمين ملاحظة هامة هي أن المعارضة العلمانية التي يتزعمها هؤلاء وأزواجهن وأخدانهن وأمثالهن من النساء وأشباه الرجال ليست معارضة حقيقية: "فمعظمهم يحظى برضا الدولة ويحتل مراكز رسمية مجزية للغاية من الناحية المادية.. ومنهم من يحتل مناصب رسمية عالية في أجهزة الثقافة وكثير منهم ضيوف ثابتون في أجهزة الإعلام الرسمية ( وكذلك الصحف والفضائيات الخاصة التي تتصرف كملك يمين للحاكم) يطلب رأيهم باستمرار في أي موضوع ثقافي أو حتى سياسي في التليفزيون وغيره.. وهم أيضا مدعوون دائمون لمقابلة الرئيس في معرض الكتاب": كتب لها تاريخ-كتاب الهلال- العدد 626.
نعم لم نسمع منهن ولا منهم نباحا ولا قباعا ولا فحيحا..
هؤلاء هم فلاسفة الغد وفقهائه ومنظريه والمتحكمين الوحيدين فيه بعد التوريث..
فانتظروا ماذا سيفعلون في الإسلام والمسلمين..
انتظروا الرعب منهم والقسوة والفجور والشذوذ..
انتظروا تحالفهم مع اليهود وأقباط المهجر ضدكم..
وانتظروا أن يتحصن أفجرهم بالحصانة ..
انتظروا الهوان على يد كمال أتاتورك..
انتظروا الاستسلام على كل الجبهات.. في الداخل والخارج..
انتظروا أن يكون نتن ياهو هو رئيسنا الحقيقي.. وأن يكون أوباما أمير المنافقين.
انتظروا كل الرعب والمهانة والاستخذاء والاستسلام أمام أصغر قسيس وكل الجبروت والبطش أمام أكبر عالم..
انتظروا محاصرة الدعوة والسماح بالتبشير..
انتظروا الحرية كل الحرية للكنائس وكل القيود على المساجد..
انتظروا التنصير..
انتظروا خمسين ألف جنيه شهريا يمنحها أغوات شنودة للمسلم الذي يتنصر.. والسجن والتعذيب والصعق والقتل للمسيحي الذي يسلم..
انتظروا خروج المسلمين من دين الله أفواجا..
انتظروا التفتيت.. وكما تفتت الأمة إلى أوطان انتظروا تفتت الأوطان إلى قبائل..
انتظروا حاكما يبيع القدس مقابل عرشه ليقود جيل العار الذي تضيع من يديه القدس كما حدث مع الجيل الذي أضاع الأندلس.
انتظروا حاكما يمنع أي تعاون أو تكافل مع العالم العربي أو الإسلامي وسيسلم كل مقدراتنا لإسرائيل والولايات المتحدة وسيمنع مشروعات الاكتفاء الذاتي من الأغذية..
انتظروا من يجاهر بالفحشاء وبالخيانة.. أما يفعلونه اليوم من وراء ستار يغطي العورات فسوف يجري بعد ذلك على رؤوس الأشهاد..
انتظروا تخريب البلاد لأن في إعمارها خطورة على وجود إسرائيل وعلى مصالح أمريكا..
انتظروا الجوع.. لأن أمريكا تضع خطا أحمر على مشاريع الاكتفاء الغذائي وخاصة في القمح.. فتوجد بحوث مصرية جاهزة لزراعة القمح بكفاءة تامة في رمال الصحراء وبمياه البحر (معلومات شخصية من الدكتور أحمد مستجير قبل وفاته) عليه رحمة الله.
لقد بلغ الأمر أن الأهرام منع كاتبة كبيرة من الكتابة لأنها طالبت بالاكتفاء الذاتي من القمح.. كما بلغ أنه بعد أن قدمت السودان أراضي زراعية بالمجان لمصر لزراعة القمح كي يكفي الإنتاج احتياجات الدولتين والتصدير لباقي الدول العربية والإفريقية، انه بمجرد إرسال الأبحاث والدراسات إلى مقر الصندوق في القاهرة تمهيدا لتنفيذ المشروع واقعيا قامت قوات أمن مصرية بالهجوم على مقر الصندوق، وتم السطو على الأبحاث والدراسات الخاصة بالمشروع. ولقد كان هذا شاذا وغريبا حتى أن الصحف نشرته لغرابته فانتظروا أن يكون هو القاعدة بعد ذلك وغيره استثناء.. وانتظروا أن يحدث ذلك لكل من يطالب بالاكتفاء من أي شيء حتى لو كان قليلا من العزة والكرامة.
هذه هي البذور السامة فانتظروا الثمار القاتلة..
انتظروا تحول مصر التي كانت أكبر رصيد في محيط أمتها الإسلامية لتصبح أهم رصيد عند أعداء الأمة..
انتظروا خيبتها وهي تجعل العدو الأول هو الحليف الوحيد..
انتظروا سعادتنا بأن نكون خدما للأمريكان والصهاينة.
انتظروا اكتمال المؤامرة، رغم صراخ الخنازير أنه لا توجد مؤامرة، فليس يولى حاكم أو يعزل حاكم أو يورث حاكم أو يقتل حاكم إلا في إطار تخطيط دقيق، كل شيء فيه بالثمن، و أنه ما من حاكم يُولّى إلا بعد أخذ العهود والمواثيق منه أن يحارب الله ورسوله والمؤمنين. أما تفاصيل المؤامرة فتحتوي على أن تحمي الجيوش إسرائيل لا الوطن، و أن تكون الشرطة أضعاف عدد الجيش كي تحمي الطاغية من غضب شعبه، و أن يدخل المثقفون الحظيرة، بعد أن يتحولوا إلى مرتزقة.
انتظروا من الحاكم القادم أن يصرح بأن أتاتورك مثله الأعلى..
***
لقد فجعت عندما قرأت أنه كان المثل الأعلى للضباط الأحرار.. وعزوت الأمر لجهلهم وسطحيتهم وانعدام وعيهم وقلة بضاعتهم في الشريعة والتاريخ. من أجل هذا كانت فجيعتي أكثر عندما علمت أن مصطفى النحاس الذي أطلقوا عليه( رجل يجمع بين شجاعة الأبطال وطهارة الأطفال) كان هو أيضا يعتبر ذلك المجرم الكافر السفاح أتاتورك مثلا أعلى!!.. صحيفة الأهرام- يوم 15 ربيع الأول 1355 الموافق 6 يونية 1936
***
حتى أنت يا نحاس..
حتى أنت..!!
***
ولقد تجلت عبقرية حسن البنا ووعيه الديني والتاريخي والسياسي والوطني في رسالته إلى مصطفى النحاس والتي يقول فيها:
"... دولتكم أكبر زعيم شرقي عرف الجميع فيه سلامة الدين وصدق اليقين، وموقف الحكومة التركية الحديثة من الإسلام وأحكامه وتعاليمه وشرائعه معروف في العالم كله لا لبسَ فيه، فالحكومة التركية قلبت نظام الخلافة إلى الجمهورية، وحذفت القانون الإسلامي وحكمت بالقانون السويسري مع قوله تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ (المائدة: 43)، وصرَّحت في دستورها بأنها حكومة لادينية، وأجازت بمقتضى هذه التعاليم أن تتزوج المسلمة غير المسلم، وأن ترث المرأة مثل الرجل، واصطدمت في ذلك بقوله تعالى: ﴿فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلاَ تَرْجِعُوهُنَّ إلى الْكُفَّارِ لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ (الممتحنة:10)، وقوله تعالى: ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ﴾ (النساء: 176)، وهذا قليل من كثير من موقف الحكومة التركية من الإسلام، وأما موقفها من الشرق فقد صرحت في وقت من الأوقات بلسان وزير خارجيتها بأنها ليست دولة شرقية، وقد قطعت صلتها بالشرق حتى في شكل حروفه وفي أزيائه وعاداته وكل ما يتعلق به.(...) ولقد أخذ كثيرٌ ممن طالعوا هذا التصريح يتساءلون: هل يُفهَم من هذا أن دولة النحاس باشا وهو الزعيم المسلم الرشيد يوافق على أن يكون لأمته- بعد الانتهاء من القضية السياسية- برنامج كالبرنامج الكمالي يبدل كل الأوضاع فيها، ويفصلها عن الشرق والشرقيين، ويسقط من يدها لواء الزعامة؟ وإنا نعيذ دولة الرئيس من هذا المقصد الذي نعتقد أنه أبعد الناس عنه. القاهرة في 24 ربيع الأنور سنة 1355 = 14 يونية سنة 1936
***
انتظروا إهمال التعليم الديني ثم إلغاءه.. وانتظروا محاصرة الأزهر ثم ضمة للتربية والتعليم تحت قيادة اللواء بدر والذي ما أظنه جاء إلا لغرض في نفس آل يعقوب.. ولأنه الأسوأ فسوف يمكث كما مكث فاروق حسني..
انتظروا أن يكون لخليفة شنودة حق الفيتو على الأزهر ودار الإفتاء..
بل..
وعلى القرآن..
انتظروا حذف الآيات التي تجرح مشاعره..
انتظروا حذف سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة الأنعام..
انتظروا إلغاء الدين من المدارس.. ومن الصحف.. ومن كل الميديا الإعلامية.. ليبقى في المعتقلات فقط..
انتظروا الجحيم على الأرض..
انتظروا التحالف الكامل بين مصر وإسرائيل ينتقل من طور الاستتار والإخفاء إلى طور المجاهرة بالفحشاء.
انتظروا منع الحجاب وإباحة الزنا واللواط والسماح بارتكاب الفاحشة على قارعة الطريق ..
انتظروا اعتبار العفة تخلفا والاعتزاز بالشرف إرهابا..
انتظروا إلغاء الباقي من المرجعيات الإسلامية في القانون..
انتظروا تسليم كل مسلم يتنصر وكل نصراني يسلم إلى البابا شنودة وعصابته..
انتظروا فرمانا من شنودة بقتل كل من يشهر إسلامه (ويقال أن الفرمان موجود من الآن لكنه بعد ذلك سيعلن)..
انتظروا أن يفعل النصارى بالمسلمين ما فعله نصارى دمشق والشام بأهلها في الحروب الصليبية وغزو التتار وما فعله نصارى مصر في غزوة نابليون الذي احتفل المجرمون بذكراه المائتين.
انتظروا آلافا وعشرات الآلاف مثل وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته وقد تم أسرهن وربما قتلهن لأنهن شهدن أن لا إله إلا الله محمد رسول الله.
انتظروا عارا أكبر للأزهر وشنارا أكبر لبعض علمائه وهم يصدون عن سبيل الله ويتصرفون بمنتهى الخسة وهم يسلمون مسلمة استنجدت بهم إلى جلاديها بعد أن رفضوا منحها شهادة بإسلامها تدعم مركزها: اللهم العن من فعل ذلك إلى يوم القيامة.. اللهم افضح كل من ساعد على ذلك في الدنيا والآخرة وعجل عقابه واحرمه مما رام بالحرام أن يناله.
انتظروا يا بعض علماء الأزهر الذين باعوا آخرتهم بدنياهم.. يا مقبوحين.. يا أئمة يدعون إلى النار.. يا من رضيتم بهوان الأزهر فأصبحت عمامة من أكبر العمائم فيكم لا تنحني لله بل لرغبة أصغر قسيس يأمركم بأن تصدوا المسلمين والمسلمات عن دين الله فتستجيبون وتصدون.. فإن كان بعضكم قد فجر وأخذ يخرق السفينة فأين الباقين ولماذا لا يأخذون على يديه.
الآن تسلمون من يسلم من النصارى وغدا تسلمون من يقبض على دينه من المسلمين.
بل انتظروا تسليم كل من يتلو آيات القرآن عن عبد الله عيسى بن مريم إلى الكنيسة لتقتص منه في محاكمها المعقودة الآن.. محاكم التفتيش..
انتظروا تحريم تلاوة: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) المائدة.
انتظروا تسليم من يتلو: "إن الدين عند الله الإسلام".. أو: " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران.
انتظروا التسليم بالأمر كله.. لشنودة لا لله الواحد القهار..
عار عليك يا أزهر إن لم تتصد للذين يريدون أن تكون كلمة الله هي السفلى وكلمة الذين كفروا هي العليا..
عار عليك يا أزهر إن لم تكن الصخرة التي تتحطم عليها سفن التبشير والاستشراق والتغريب والتنصير..
عار عليك يا أزهر إن لم تتصدى..
عار عليك يا أزهر إن لم تتب..
عار عليك يا أزهر إن لم تواجه..
عار عليك..
فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه.
ولولا أن شيخنا وأستاذنا الأستاذ الدكتور محمد جبريل رئيس قسم التفسير بجامعة الأزهر حذرني بشدة من تكفير من فعل ذلك ومن أمر به ومن تستر عليه ومن سكت كالشيطان الأخرس فلم يصرخ احتجاجا لفعلت..
فانتظروا المزيد..
انتظروا المزيد..
واخجل يا أزهر من نفسك.. أيها الأزهر الذي كان شريفا-كما أطلق عليه الشيخ كشك إن مجاهدين أفرادا يغارون على دينهم قدموا للإسلام أكثر مما قدمت منهم الأستاذ محمود القاعود الذي آلى على نفسه أن يواجه ذلك الخطر الداهم على الدين والأمة فانبرى كمسعر حرب وكنذير عريان يصرخ في البرية محذرا صارخا عل الناس يفيقون.. وأفرادا آخرين دافعوا عن الإسلام خيرا منك يا شيخ الأزهر مثل الأستاذ نزار غراب وخيرا منك يا فضيلة المفتي مثل الأستاذ ممدوح إسماعيل.
لقد قيدني الدكتور محمد جبريل.. أما الشيخ وجدي غنيم والشيخ ياسر برهام فقد شفيا نفسي وأبرآ سقمها حين حكما بأن كل من شارك في هذا الأمر كافر..
انتظري الذل يا أمة نكصت عن الجهاد وعن النطق بكلمة حق أمام سلطان جائر...
انتظروا –يا مسلمين- الفجار والكفار يتراجعون مؤقتا عن سب الرسول صلى الله عليه وسلم والحديث عن أسرار لياليه الحمراء مع النساء.. وانتظروا ذلك كله وأسوأ منه يعاد نشره بعد حين بأضخم الأبناط في صحف جارية استولى عليها بذهب النصارى وسيفهم نصراني متعصب لتصبح ملك يمينه يفعل فيها ما يشاء.. ليحتضن كل من وكل ما يسيء للإسلام.. فإذا واجهتهم .. اتهموك بالإرهاب..
انتظروا مثقف الشوارع الصعلوك البذيء الذي يفعل مثل هذا حين يعينه أتاتورك وزيرا للثقافة أو الإعلام..
انتظروه يسب الرسول صلى الله عليه وسلم فيمنح الجائزة التقديرية..
ولو سب الرئيس أو ابنه لغلقت أمامه الأبواب كلها إلى يوم يبعثون.
لكنهم يسبون الله والرسول صلى الله عليه وسلم فيكرمون..
انتظروه يسب فلا يقتل بل يكرم ويقابل بالتقديس والتبجيل كما لو كان شهيدا.. وتجد مسئولين على شاكلة جابر عصفور يهيمون به ويدافعون عنه في ولع شاذ: أليس الولع بالكفر شذوذا؟ وأليس تكريم من يجب قتله شذوذا؟؟ ذلك أن مذهب عامة أهل العلم وجوب قتل من سب النبي مسلماً كان أو كافراً، قال ابن المنذر: أجمع عوام أهل العلم على أن حد من سب النبي القتل، وممن قاله مالك والليث وأحمد وإسحاق، وهو مذهب الشافعي.
انتظروا مزيدا من التنكيل بالمسلمين ومزيدا من الفجور والغطرسة لبعض النصارى وجل العلمانيين.
انتظروا تمجيد من يسب أئمتنا كنصر حامد أبو زيد .. الكافر الذي يسب القرآن.. وينكر أن الله هو الذي سماه قرآنا وأن الإسلام دين محلي عربي وليس عالميا وأن علوم القرآن تراث رجعي أن الشريعة هي السبب في تخلف المسلمين وإنحطاطهم ، كما أنه يصف العقل الذي يؤمن بالغيب بأنه غارق في الخرافة ، وصرح بأن الوقوف عند النصوص الشرعية يتنافى مع الحضارة والتقدم ويعطل مسيرة الحياة ، ويتهم النهج الإلهي بتصادمه مع العقل بقوله" معركة تقودها قوى الخرافة والأسطورة باسم الدين والمعاني الحرفية للنصوص الدينية وتحاول قوى التقدم العقلانية أن تنازل الخرافة أحياناً على أرضها ".
انتظروا أن يكون ذلك كله مباحا باسم حرية الفكر..
ولقد أكدت المحكمة –قبل الأزهر وبعده- كفر نصر حامد أبو زيد الصريح فعامله كلاب النار وحصب جهنم كقديس فانتظروا أن يكون كل من يصف القرآن بأنه أساطير الأولين بطلا.. وكل من ينكر حجية السنة مستنيرا.. وكل من يهاجم أئمتنا عبقريا.
انتظروا أن كل جاهل يتهم الإمام الشافعي والإمام أبو حنيفة بالجهل سوف يرفع على الأعناق وتشيد به صحف الكلاب وفضائحيات الخنازير.
فانتظروا –مع تولي أتاتورك حكمنا- أن يكون الدفاع عن الله والقرآن الرسول صلى الله عليه وسلم تخلفا ثم إرهابا ثم جريمة أمن قومي.
انتظروا تبجيل كل من يسخر من القرآن..
انتظروا أن يكون تعداد النصارى 95% وتعداد المسلمين 5% فمع تنافسهم على الكذب الفاجر الذي لم يتورع عنه أكبر رأس فيهم وصل عدد النصارى حتى الآن إلى خمسة وعشرين مليونا (العدد الحقيقي : حوالي أربعة ملايين.. يعرفه الكل.. لكن لعن الله النفاق والدولار والكفر والفجور الذي لا يعرف للتدني حدا)..
انتظروا السماح بكنيسة تطل من كل ربوة.. وكل ميدان رئيسي وكل شارع هام..
انتظروا شراء دور الصحف ومحطات الفضائيات بأموال النصارى ليسموها بأسماء تخدش عقيدة المسلمين وليضعوا على رأسها مرتدين أو منافقين.. في محاولة لاقتلاع الدين واللغة من جذورهم