وجدت دموع الحزن فوق ردائي* والقلب منى غاب عن أعضائي
سمعت أنينا ًفي فؤادي صامتاً* ورأت لهيبا ًيستبيح دمائي
فتعانقت عبر المدى أضلاعنا* ووجدتها تنساب في أحشائي
ناديتها من داخلي متسائلا ً* بالهمس .. بالخفقات .. أو ببكائي
أختاه هل حقا ً تباعد طيفه* ثم اختفى في عالم الأنواء ِ
فوجدتها بسطت وشاحاًأبيضاً * رفع العيون لعالم الأضواء ِ
ورأيته تفديه نفسي واقفا ً* والنور في الجنبات في الأجواء
ياسين ..أحمد ..يا عيوني هاهو * نجم ٌ يضيء بلحية ٍ سمراء ِ..!!
ورأيت وجه القدس آت ٍ خاشعا ً * يهدى الزهور لرائد العظماءِ
وفى الربوع الحور تشدو غنوة ً * والغصن يرقص في رياض سماء ِ
والعشق في لحن مهيب ٍ خالد ٍ * طاف الجنان بأحرف ٍ لنداء ِ
ما مات من جعل الحياة هديةً* تهدى فيعلو في الوجود لوائي
فاهنأ شهيد الفجر وامدد كفكم* فالفجر جمَّع موكب النبلاء ِ
سلم على الفاروق واجلس جنبه* واصدح بآي الذكر والآلاءِ
فكليكما والله ِ حي ٌ خالدٌ * والموت كل الموت للغوغاء ِ
يا سيدي يا فارس الشهداء ِ * أنا لن أقول الشعر شعر رثاءِ
فجميع من كتب الرثاء مزخرفاً* موتى وأنت الآن في الأحياء ِ
وجميعهم صرعى ظلامٍ حالك ٍ* يتخبطون كقطةٍ العمياء ِ
يتقاسمون القهر كأسا حارقا ً* يتجرعوه بآهة ٍ خرساء ِ
ويسير جمعهم الغفير لمذبح ٍ* ويسلمون الرأس في استرخاء ِ
وتراهمو نار ٌ على أبنائهم* وتراهمو بردا ً على الأعداءِ
عشقوا المبادئ كلهاإلا الهدى* بل أحرقوا في الدوحة الغراء ِ
ورثوا من الأباء إرثاً رائعاً* وبجهلهم قد ضاع كالمستاءِ
لم يبق منه سوى الطلول بأرضنا* أو أحرفا ًلقصيدة ٍعصماء ِ
نتلو على ضوء الشموع حروفها* ونخاف طبعا ً جولة الرقباء ِ
فقراءة الأشعار في أوطاننا* ذنب يسوق رفيقه لفناء ِ
إلا أغان ٍ فوق نهد ٍ داعر ٍ* أو مدح سائس بغلة الأمراء ِ
هي أمة ٌ عجب العجيب لحالها* ملكت فنون البيع والإمضاءِ
باعت بكارتها بكل رخيصةٍ* وهوت على القاع من العلياء ِ
وكأنها ورثت جناناًقررت* توريثها نارا ً إلى الأبناء ِ
والآن تشجب قتل أحمد حفنة ٌ* من معشر الوزراء والزعماء ِ
أوَ تشجبون فعال جيش عدونا* وفعالكم سبقت بلا إبطاء ِ
فىكل بيت ٍ من بيوت بلادنا* قلبٌ جريح ٌصارخ الأجزاء ِ
أم ٌ تناجى الرب تطلب عدله* تشكو من الجلاد في الظلماءِ
وصغيرة ٌ تبغي لقاء حبيبها* أخذوه في الأغلال ذات مساء ِ
وجريدة ٌ محظورة ٌ قد أغلقت* وجماعةٌ محظورة الآراء ِ
بئسا ً لكم يا حاكمين بلادنا* بئسا ً يزلزل قلعة لرياء ِ
يا من غلبتم كل نسوان الزنا* في العهر ..في المشيات ..في الأزياء ِ
هن إذا ضاجعن ضاجعن الهوى * وأخذن أثمانا ً لبذل لقاء ِ
أما أشاوسنا الكرام استسلموا* للقردبالمجان في استرضاء ِ
والله إني لو مسخت مكانهم* لجعلت فوق الرأس نعل حذائي
وسعيت أكنس كل ذنبٍ قد مضى * علِّي أكفر سالف الأخطاء ِ
لكن من باع التراب بصفقة ٍ* قد مجد البيع بلا استحياء
في كل عام حفلة ٌمغرورة ٌ* ذكرى السلام القاتل الأصداء ِ..!!
في كل عام ٍ رحلة الحج إلى* تمثال حريَة ٍ بلا إبطاءِ
ليصك عهد تحكم الحكام في * جسم الشعوب بقرحة الأمعاء ِ
يا حاكمين بلادنا عمرا ً مضى* أو قد ضللتم عن طريق دواء ِ
والشيخ كان بعجزه أعجوبة ً* فاقت فنون القول والإنشاء ِ
شيخ عجوز ٌ فوق أبسط مقعد ٍ* قذف المهانة في بنى البغضاء ِ
فتحركوا هلعا ً لقلع جذوره* وتفننت عقلية السفهاء ِ
جيش يحرك كي يدمر مُقعداً * والآن نامت أعين الجبناء
فغدا ستصحو في جهنم كي ترى* سوء الختام لفعلة ٍ نكراءِ
يا سيدي .. يا فارس الشهداء ِ * أنا لن أقول الشعر شعر رثاءِ
فنحن من قبل الصعود لخالق ٍ* شفنا عليك ملامح الشرفاء ِ
لكن شعري سوف يدمى باغياً* وسيلعن التخدير للبسطاء ِ
وسيلعن الساقين بعد صعودكم * كأس الخمول برقصة حمراء ِ
فهمو أساس الضعف في أوطاننا* وهمو أساس الذل والإغواء
أنا ليس لي أمل ٌ بسيط ٌ فيهمو* يا رب خذهم واستجب iiلدعائي
أملى الطموح هم الذين استيقظوا * كالمارد العملاق كالبناء
جيلٌ على القرآن يسهر ليله* لا يبتغى موتا ً بلا أشلاء
يا سيدي سيظل بحرك هادرا ً* مجدا ً يؤجج موطن الإسراء
ستظل وشما ً فوق أسياف المنى * ستظل لحن القبة الحوراءِ
يا عازفاً لحن الكفاح بعالمٍ* جعل الكفاح جريمة ً كبغاء ِ
دمك الزكي اليوم أصبح ثورة ً* ونداء َ حقٍ في فم الضعفاء ِ
وحماس بنت الدين خير بنية ٍ* حتما ستحرق قاتلا الأباء
ليعم صوت الحق بعد جهادها * ويعم لحن النصر في الأرجاء
وغدا ًسيثبت صدق ما قال الفتى* وغداً سنسمع أسعد الأنباء
*****************