كشف مصطفي جمعة المشرف العام علي قناة الأهلي عن حقيقة خلافه مع الإعلامي خالد توحيد رئيس قناة الأهلي السابق مشيرا من جهة أخرى إلي أن خسائر القناة في أول عامين لها والتي قدرت بما يزيد عن 50 مليون جنيه كانت أمرا متوقعا من قبل إدارة شركة راديو وتلفزيون العرب.
ففي الحلقة الثانية من حوار Yallakora.com المطول مع المشرف العام علي قناة الأهلي والذي قررنا أن نسرده علي 3 حلقات، يتحدث جمعة في هذه الحلقة عن الفترة الخاصة ببداية توليه الإشراف علي القناة وما الأسباب التي أدت إلي وجود مشاكل عديدة في القناة سواء من الناحية التقنية أو من ناحية المحتوي...
ومثل الحلقة الأول والتي كنا توقفنا فيها عند الاجتماع الذي جمع جمعة بالكابتن محمود الخطيب عضو مجلس إدارة النادي الأهلي والقائم بأعمال نائب الرئيس، سنترك سرد الأحداث إلي مصطفي جمعة والذي جاءت تصريحاته كالتالي...
* ينصح بقراءة الحلقة الاولى اولا: حلقة (1) .. جمعة: 6 أغسطس 2008 سيظل يوما محفورا في تاريخ قناة الأهلي
بداية التكليف بالإشراف .. وخسارة الـ50 مليون جنيه كانت متوقعة
" عقب تكليفي من قبل إدارة (ART) بتولي الإشراف رسميا علي القناة، بدأت في عمل إحصاء للمشاكل التي كانت تواجهها والتي كانت مقسمة إلي جهتين، الأولي هي الجهة التقنية، والثانية هي جهة المحتوى."
" من الطبيعي كانت هناك خسائر للقناة في أول عامين لها وقدرت هذه الخسائر بما يزيد عن 50 مليون جنيه ولكن هذا الرقم كان متوقعا من قبل إدارة (ART) والتي كما قلنا سابقا كانت الجهة الوحيدة التي ستتحمل أي خسائر للقناة حسب الاتفاق مع إدارة النادي الأهلي."
" ولكن بخلاف الخسائر المادية، كان شاغلنا الشاغل أن القناة لا تتطور بالشكل الذي كان الجميع يرغب فيه خاصة وان قناة النادي الأهلي ليست قناة عادية، فعندما تقول انك بصدد إطلاق قناة خاصة بما يزيد عن 50 مليون شخص يشجعون هذا النادي، فعلينا أن نقدم قناة تليق بهم من جميع النواحي، وان نقدم لهم ما يطمحون الي مشاهدته."
" مشجعو الأندية الأخرى كانوا في حساباتنا أيضا، فنحن كنا نريد ان نثبت ان قناة الأهلي ليست قناة متعصبة او متحيزة ولكنها قناة تحترم جميع الانتماءات."
" لا أنكر أن (ART) كانت مسؤولة عن المشاكل التي واجهت قناة الأهلي في أول عامين لها، والسبب في ذلك يرجع لانشغالنا كمسؤولين فيها بصفقة نقل المحتوي الرياضي إلي شبكة الجزيرة وهي الصفقة التي أخذت منا أكثر من 6 شهور عمل علي اقل تقدير."
" عقب انتهائي من مهمتي في صفقة (ART) والجزيرة، بدأت في التركيز في المهمة التي تم إسنادها إلي في قناة الأهلي والتي أصبحت علي رأس أولوياتي بداية من 2010".
" من الأمور التي اؤومن بها في حياتي أن سياسة تطوير وإكمال ما بدأه من سبقوك دائما وأبدا ما تكون أفضل من سياسة (اهدم وابني من جديد)، وهي ما عقدت العزم علي إتباعه في أول يوم عمل لي مع القناة."
وقف البث التجريبي والتحول إلي البث الرسمي
" أول قرار قررت اتخذته في القناة هو وقف البث التجريبي لها فورا والتحول إلي البث الرسمي وما استتبعه من نقلة تكنولوجية في صورة البث علي سبيل المثال وهو الأمر الذي كان مجال نقد من معظم المتابعين للقناة."
" ولكي أوضح هذه النقطة ببساطة للقارئ الكريم، كانت استوديوهات قناة الأهلي داخل القاهرة وبالتحديد في منطقة الهرم، وكان لزاما علينا ان نسجل البرامج في هذه الاستوديوهات ثم ننقلها عبر ما يشبه "كابل التليفون" الي منطقة البث في مدينة الإنتاج الإعلامي لبثها علي القمر الاصطناعي، وهذه العملية كانت تفقدنا ما يقرب من 40% من جودة الصورة. وهي عملية تشبه تماما عملية "الوصلات" المنتشرة في مصر لنقل صورة القنوات المشفرة من مكان لأخر."
" عندما قررت نقل استوديوهات القناة إلي مدينة الإنتاج الإعلامي، كان لزاما علي أن أجد أستوديو مجهز خاصة وإننا كنا في وسط الموسم الكروي، وبعد فترة من البحث وجدت استوديو قابل للتأجير هناك بنفس ثمن الأستوديو الذي كانت تبث القناة منه من داخل العاصمة."
" في فبراير 2010 دعوت مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة الكابتن حسن حمدي من اجل معاينة الأستوديو في مدينة الإنتاج، ومازلت أتذكر رد فعل الكابتن حسن عندما شاهد الأستوديو وهو غير مجهز علي الإطلاق حيث قال لي " أنت مش حاسس يا مصطفي إنها مخاطرة؟" فقمت بإجابته " متشغلش بالك يا كابتن حسن، بعد شهر هتلاقي الاستوديو جاهز تماما."
" عقب هذه الزيارة، قمت بالتعاقد مع شركة (SONY) احد اكبر شركات إعداد الاستوديوهات وتم الاتفاق معها علي ان يكون الأستوديو جاهز بشكل كامل في موعد أقصاه شهر، كما قمت بالتعاقد مع واحد من اشهر مهندسي الديكور في مصر لأخذ مهمة ترتيب ديكور الأستوديو، وبالفعل أعاد الكابتن حسن حمدي ومجلس إدارة النادي الأهلي زيارتهم إلي أستوديو مدينة الإنتاج الإعلامي ووجدوه في أبهي صورة ممكنة."
" بشهادة الكثيرين، شعرنا جميعا بطفرة في صورة بث قناة الأهلي من بعد شهر مارس والانتقال إلي البث الرسمي، وهو ما جاء منطقيا من نقل القناة من داخل العاصمة إلي مدينة الإنتاج."
حقيقة خلاف مصطفي جمعة - خالد توحيد
" عقب الانتهاء من تعديل بعض الأمور التقنية الرئيسية، قمت بالتحول لبحث مشاكل القناة من حيث الإدارة والمحتوي، وبالتأكيد يرغب الكثيرون في الاستماع إلي حقيقة مشكلتي مع الأستاذ خالد توحيد، والتي ابدأ فيها بالتأكيد علي إني لم تكن هناك أي مشكلة من الأساس، فالموضوع ببساطة بالغة إنني رغبت في أن يتم الفصل بين عمل توحيد الفني كمقدم للبرامج وبين عمله الإداري كرئيس للقناة حيث كان واضحا أن هناك خلط بين الاثنين مما سيجعل القناة نفسها تخسر الأستاذ خالد في المكان الذي يتميز فيه وهو مقدم للبرامج".
" فخالد توحيد بدون شك يعد واحدا من أفضل الإعلاميين علي الساحة المصرية حاليا وتعاقد قناة الأهلي معه لم يأت من فراغ، بل لأنه إعلامي محنك ودارس وله باع طويل في هذا المجال، ولكني بدون شك أيضا كنا لنخسر كل ذلك إذا وضعناه في موضع إداري سيبعده تدريجيا عن مكان تميزه."
" وللتأكيد علي أن لم يكن هناك أي مشكلة شخصية بين القناة وبين توحيد، قمنا بتقديم عرض جديد له مع بداية الموسم الجديد كمقدم لبرنامج (ملعب الأهلي) بعد أن كان قد تمسك بإنهاء تعاقده في نهاية الموسم الماضي،وقام الأستاذ خالد مشكورا بالموافقة علي العرض وهو معنا الآن ونحن سعداء للغاية بذلك."
" بعيدا عن هذه القضية، كانت هناك مشاكل إدارية أخرى داخل قناة الأهلي، من بينها عدم وجود أي عقود رسمية بين القناة وبين العاملين بها وهو الأمر الذي عملت عليه منذ بداية إشرافي علي أن يكون هناك تعاقد رسمي وقانوني بيننا وبين العاملين لدينا، كما قمت بإنهاء كل العمالة الزائدة داخل القناة والتي كانت تكلفها رواتب شهرية بدون أي فوائد عائدة منها."
" بعد ذلك، كان علينا أن نضع خططا لتطوير المحتوي حتى يبدأ المشاهد الأهلاوي في الإحساس بالطفرة فيما تقدمه القناة من برامج تماشيا مع تطويرها التقني، وهذا ما سنسرده في الحلقة الأخيرة بأذن الله والتي ستتضمن أيضا مفاجآت تنوي قناة الأهلي الكشف عنها عبر Yallakora.com فقط."