قصيدة : قصي اللبدي

قصي اللبدي

أسير الى من أحب ثلاثين أغنية،
أو تزيد،
وحين أراها.
(كأن السماءَ وضوءَ النهار وترنيمةَ
الناي من حولها، والظلالَ، حقيقيةٌ)
'أتقدم منها، وأطلب أن تتشبث بي:
طوّقي بذراعيك خاصرتي جيدا،
سنطيرُ.
- 'الى أين تأخذني يا حبيبي'؟
- الى موعد لا يحين..
' 'ربما لا أكون قويا كذاك الذي يمتطي ظهر
دراجة،
ويفتل شاربه مثل باشا..

ولكنني عاشق.. وليَ الحق في الطيران
الى أبد الآبدين.
طوقي بذراعيك خاصرتي جيدا، سنطيرُ..
كأن السماء حقيقية.
هؤلاء
كأنك 'لا شيء' يرسل أنفاسه من مكان خفيّ،
ولكنها لا ترجّ الهواء.
كأنك 'لا لون' مستغرق في تأمل صورته في
المياه،
كأنك 'لا صوت' مسترسل في الغناء،
كأنك 'لا أثر' يتحدث عن نفسه الآن في ظلة
ما،
كأنك 'لا وقت' يمضي ثقيلا،
ثقيلا
و'لا حادث' يستعيد التفاصيل،
'لا فكرة' تتحسس أعضاءها في الخواء..
كأنك ما لا يثير انتباها،
فماذا فعلت لتصبح، مجتمعا، هؤلاء؟
ليل
1
لو لم تنزع منديلي عن رأسي،
وتطيّرْهُ وراء الأشجار الصفراء،
الريحُ
.. لتحملَهُ بيديك إليْ،
هل كنت نصحت شقيقاتي أن يتحجبن
ويخرجن الى الريح بأقدام ثابتة..
لا يلوين على شيْ؟
2
لا أشبه نفسي في المرآة
أو الحلْم،
أنا أقرب / أبعد
منها.
وأنا أشهى
ممن أغمض عينيّ عليها.
3
أشهى من رائحة الثمر الناضج
رائحة حبيبي
'أشهى من ضوع الطيب.
لذلك تطلبه في النوم شقيقاتي،
بأنوف حالمة.
4
..كالطيف،
على العشب الرطب،
ببطء
حتى تبلغ نافذتي،
وترى، في الضوء الخافت، خوف أبي
منك..
تجدْني
لا، إلا أنت،
وحولي
ما يرث الله من الأسماء.
لا، إلا أنت..
أنا السوداء؛ أقل بنات أبي حظا،
من مرآتي ينهمر الليل
على الأشياء.
نبيذ
'ظمئت إلى رشفة من نبيذك،
تبذر صوتي خيولا
وأجنحة
وأشعة شمس
ورائحة
'وكروم عنب.
ظمئت إليه.. يسيل على شفتيّ،
فيغمرني بظلال مهفهفة، كثياب العتبْ
أنا الظل؛ ليس لعينيّ لون، إذا لم تكوني..
وليس لقلبي سبب'.