عم احمد والاربعين كفيفا.. حكاية اغرب من الخيال
مصراوي - خاص - هنا فى قصر النور بالقاهرة حكايات اغرب من الخيال لكن لعل الابرز والاهم والاكثر جذبا وتالقا هى حكاية عم احمد الكفيف واصدقاءه الاربعين كفيفا.
عم احمد واشقاؤه صنعوا بارادتهم ملحمة تجبر كل من يراها على الوقوف امامها تقديرا واحتراما لهم فقد نجحوا فى ادارة مطبعة كبيرة تخرج مئات الالاف من الكتب سنويا والتى يستفيد بها المكفوفين خاصة طلاب المدارس منهم لتصبح مطبعطهم الاولى والاهم فى الوطن العربى والشرق الاوسط
أحمد عبد الله مدير مطبعة المركز النموذجي لرعاية المكفوفين ـوهو ايضا من المكفوفين وعمره الآن52 سنة هو من أقدم العاملين بالمطبعة حيث التحق بالعمل عام1960 يقول عم أحمد عن تجربته ومشواره: في البداية كانت هناك صعوبات ولكن بفضل الله ثم الإرادة القوية والعزيمة استطعت أن أتخطي كل العقبات التي صادفتني وذلك لحبي الشديد لهذا المجال والحمد لله تفوقت وكنت أول الدفعة التي التحقت بالمركز النموذجي لرعاية المكفوفين.
وتدربت علي يد نيقولا باسيلي وهو خبير كبير في مجال الطباعة وبدأت عملي في المطبعة كمراجع لألواح الصاج التي تكتب عليها بطريقة برايل ثم بعد ذلك تدرجت في العمل وأصبحت كاتبا علي ألواح الصاج ثم التحقت بكلية الآداب قسم اللغة العربية وحصلت علي الليسانس ثم علي دبلوم من كلية التربية جامعة عين شمس وحصلت علي دبلوم في المناهج وطرق التدريس ثم بفضل الله أصبحت مديرا للمطبعة.
وعن تاريخ المطبعة يقول يعود تاريخ مطبعة المكفوفين في مصر إلي في عام1953 بناء علي اتفاقية بين مصر والأمم المتحدة.
وظلت هذه المطبعة هي الوحيدة والرائدة في الوطن العربي لعدة سنوات حيث تقوم بطباعة المناهج الدراسية للمكفوفين من الصف الأول الابتدائي وحتي الصف الثالث الثانوي بطريقة برايل في جميع التخصصات التي يدرسها المبصرون وهي المهمة الأساسية التي أنشأت من أجلها.
كما يقوم المكفوفون بتحرير وإعداد وطباعة مجلتين شهريا واحدة للكبار والأخري للصغار المكفوفين.. بالإضافة لبعض الكتب والروايات لكبار الكتاب أمثال أنيس منصور ويوسف السباعي ونجيب محفوظ.
ونقوم أيضا بطباعة القرآن الكريم وطبعنا كتابين من كتب الأحاديث النبوية الشريفة وكتب رياض الصالحين وبلوغ المراد.
ويضيف عم احمد المطبعة يعمل بها اكثر من 40 كفيفا وهم يمثلون 80% من العاملين بالمطبعة ويتم تدريبهم بشكل مكثف للعمل بالمطبعة مع تعليهم كيفية تجنب مخاطر الماكينات وهم هنا يؤدون اعمالهم بمهارة فائقة تبهر كل من يراهم.